Wednesday, October 18, 2017

القرآن كتاب الرب الغني

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

وجدت نفسي مضطرا أن أكتب هذه المدونة لتوضيح أمر مهم، و بخلاف عادتي سأحاول أن أختصر ما أريد أن أصل إليه. منذ سنوات و أنا أقول بأن المسلم ليس بحاجة إلى شيء سوى القرآن إن هو أراد الحياة الكريمة في الدنيا و الفوز بالجنة في الآخرة و ذلك لأنه كتاب الله، و الله سبحانه هو الغني الحميد

قد تقول أيها القارئ و لكن ماذا عن الأحاديث و التفاسير و أقوال الصحابة و العلماء؟ أقول أن جهود الأمة غير مردودة بإذن الله، و لكن المسلم ليس بحاجة إلى أي منها إن هو آمن بما في القرآن و عمل بتعاليم القرآن و ذلك لأن من أسماء الله سبحانهالغنيالذي ليس بحاجة إلى شيء و غني بذاته و أفعاله. فكون الرب سبحانه الغني فهذا يعني أن كتابه كذلك هو الغني الذي ليس بحاجة إلى شيء معه. و إلا لو كان القرآن بحاجة إلى تفسير يُفسرّه أو حديث يخصصه أو يعممه أو ما شابه ذلك و لن يكتمل القرآن إلا بذلك فهذا وهم خاطئ فاحش يتعارض مع كون القرآن كتاب الرب الغني عن العالمين.

سألني أخي قبل سنوات و لكن كيف ستصلي، كيف ستزكي كيف و كيف؟ هل ستنجو في الآخرة من دون فعل ذلك؟ أجبته بأن القرآن يأمر بالصلاة و إيتاء الزكاة و يحض عليه، و لكن ربما لم يأمر أن تكون الصلاة أربعة ركعات أو خمسة صلوات، لكن أقل ما يُقال أن القرآن بين أن للمؤمنين الصالحين أوقات ثلاثة للصلاة فيما عدا الصلوات المطلقة. و أما عن صفة الصلاة فقد ذكر الله القيام و السجود فهذا يعني أن الصلاة قد تكون بهما أما الأفعال الأخرى أشياء إضافية لا يترتب عليها عقوبة بتركها بإذن الله

و كذلك الاستماع إلى الموسيقى أو الرسم و ما إلى ذلك، فإن البعض يقول بأن هناك أحاديث تتوعد المسلم الذي يستمع إلى الموسيقى أو الذي يرسم، لكن الذي أحب أن أقوله أن تلك الأحاديث لابد من دراستها سندا و متنا و تاريخا و مناسبتها و موقعها و سببهاالخ بعدها نُحدد حكمها. لكن المسلم ليس بحاجة إلى تلك الأحاديث بإذن الله كي يدخل الجنة أو ينجو من النار! و إلا فيعني ذلك أن القرآن كتاب ليس غني و بحاجة إلى مكمّل و أن المسلم لن ينجو به وحده و هذا نقص، و يستحيل النقص على الرب الغني

فإن أنت فهمت ذلك أيها القارئ لوجدت راحة في قلبك و بإذن الله تصل إلى الصحيح من الأحكام في المسائل المعاصرة و القديمة منها. قد يظن البعض بأن هذا فيه نقص للأحاديث أو أقوال الصحابة، كلا فالأمر ليس كذلك، فالإنسان لا شك بأنه سيستفيد منها و لكن أن لا يكفي القرآن ليأخذ بيد الإنسان إلى الجنة إن هو اتبعه فهذا الذي لا أقبله و لا يمكن أن أقبله

اسأل نفسك هذا السؤال السهل، ما هو حال المسلمين من قبل تدوين الحديث؟ ألم يكتفوا بالقرآن؟ أم أنك ستتنطع و تقول أنهم كانوا يحفظون أحاديث رسول الله في هذه المسائل المختلفة؟ ثم اختبر بنفسك و ابحث عن كل حكم أتى من خارج القرآن لوجدت فيه اختلافا و خلافا كثيرا بين الطوائف المنتسبة للإسلام، مثل حكم الموسيقى و حكم الرسم و حكم التصوير و حكم تربية الكلاب و البسملة في الصلاة و القراءة في الصلاة و سجود السهو و عدد الركعات و القراءة في الصلاة و حجاب المرأة و النقاب و قيادة المرأة و التمثيل و الشعر و كتابة الروايات الخيالية و الخلافة و الرجم و النسخ...الخ و بعد أن تختبر ستعلم بإذن الله أن القرآن واضح وضوح الشمس و ما هو مطلوب منا كذلك بيّن سهل و أن تعاليمه أعظم تعاليم موجود اليوم في عالمنا

على كل أخي الذي كان يستصعب و يستعظم قولي بل كان يستنكره، قبل أيام قال لي بأنه بعد سنوات من البحث و التعمّق في المسائل بدأ يميل إلى صحة ما قلته بأن القرآن ليس بحاجة إلى شيء معه، فإنه غني بذاته و الإنسان إن هو تمسّك به و اهتدى بهديه و أقام تعاليمه فإنه بإذن الله مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا...  و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته