Sunday, January 22, 2012

الفرق بين الجاهل و الفيلسوف و العالم


أعزائي, أحتاج منكم دقيقتان لمعرفة الفرق بين الجاهل و الفيلسوف و العالم. أما الجاهل و العالم فهما معروفان, لكن الفيلسوف يحتاج إلى أن أوضّحه لكم. الفيلسوف كما قالوا: "كلمة يونانية الأصل بمعنى مُحِبّ الحكمة، وهو الشخص الذي يمارس الفلسفة ويفكر من خلالها ويؤلف فيها محاولا الإجابة عن الأسئلة الفلسفية الشهيرة ومستقصيا حلول للمسائل الفلسفية التي يطرحها كل عصر من العصور حول قضايا وأزمات يواجها الإنسان حول مكانته في الكون." و أنا في موضوعي هذا لا أقصد هذه الفئة فإنهم بهذا التعريف قد يكونون من العلماء بل كبار العلماء, ولكن أقصد مفهوم الفيلسوف المتعارف عليه عند بعض الشباب عندنا. قال الأخ فيصل الحسني: "هو الشخص الذي يضع نفسه منزلة العالم , رغم تعلمه وعلمه ويزيد احياناً من الثرثره مالا يخطر على قلب بشر". و هناك فرق بين هؤلاء الثلاثة في مواجهة الصعوبات.

يحكى أن ثلاثة قرروا أن يذهبوا إلى رحلة في وسط البحر, الأول لم يأخذ معه شيئا بل قرر السباحة ليستمتع بوقته و الثاني أخذ معه الأكسجين ليغوص في أعماق البحر لاستخراج جواهر البحر و مشاهدة غرائب المخلوقات و الثالث أخذ معه صنارة صيد و سترة نجاة. و عندما وصلوا إلى وسط البحر قفز الأول في البحر و الثاني غاص في البحر و الثالث بدأ بالصيد. الأول من فرط استمتاعه بالسباحة سبح بعيدا عن القارب, و الثاني انشغل بجمع المجوهرات و الثالث كان يصطاد ما يحتاجه من سمك. و فجأة جاءهم ريح عاصف فاضطربت الأمواج. أما الأول فقد غرق و هلك, أما الثاني قد نفد الأكسجين و غرق وهلك. أما الثالث خسر ما اصطاد من أسماك لكنه نجى بسبب سترة النجاة.

فالأول يا أعزائي هو مثال الجاهل, فهو لم يستعد لمواجهة صعوبات الحياة و ضيع وقته في الإستمتاع و اللهو, و لم يحدث نفسه قط في اغتنام أوقاته و الإستفادة منها. أما الثاني وهو الفيلسوف (على حسب التعريف الساخر عند الشباب وليس التعريف الحقيقي للفلاسفة) استغرق وقتا طويلا في التأمل و الغوص في العلوم من دون الإستفادة منها بل لغرض المطالعة, فعند مواجهة الصعوبات لم يغني عنه علمه شيئ لإنه لم يعمل به و العلم إن لم يستخدمه صاحبه فسيكون حملا ثقيلا. أما الثالث فهو العالم, فهو الذي يأخذ كفايته من العلوم و هو مع ذلك يرتدي لباس النجاة إن داهمته المخاطر.

1 comment: