Friday, December 30, 2011

نثر البذور




قبل عدة أيام و بينما أنا جالس مع بعض إخوتي قال أحدهم: "نراك تتكلم مع الكل في مواضيع شتى و باللغتين العربية و الإنجليزية, لم لا نراك تركز على موضوع واحد, لم لا تركز على فئة واحدة من الناس, إنك تحب أصحاب الفضائل و الأخلاق الكريمة, فلم لا يكون تركيزك عليهم فقط"  و قال الآخر: "يا أخي لم نعرف حقيقتك, أحيانا نراك تكلّم الكريم و أحيانا أخرى تكلم الوضيع. بل لم تقتصر على المسلمين فأحيانا نراك تبادل الحديث مع الكفار, يبدو أنك تبحث عن الشهرة بكل الطرق!" فمن غير سابق تفكير قلت: ((أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين)). ربما ما قيل لي من الإخوة الكرام قد يزعج الآخرين لكني تفهمت موقفهم و سبب مقولتهم, فالإنسان بطبيعته يحب أن يعرف خفايا الأمور فإن لم يجد إلى ذلك سبيلا، بدأ بتفسير الغائب عن إدراكه ببعض الإستنتاجات التي هي عبارة عن حصيلة معلومات في ذهنه، ربطها بعضها ببعض فأحيانا يصيب و أحيانا يخطئ.

أقول لإخواني و أخواتي الذين أنكروا علي حديثي مع الكل, و بذل الإحسان لمن يستحق و لمن لا يستحق (على حد قولهم) اعلموا أن جزاء من يحسن هو الإحسان, سواء كان في الدنيا أو الآخرة. أنا شخصيا لا أبتغي الأول عادة, بل أفكر بالآخر أعوذ بالله أن أكون مزكيا على نفسي، لكن بالتحدث عن الواقع فأنا لا أبالي إن كان احساني إلى الآخرين  لم يجعلني أحصل عليه شيء مادي أو ثناء من الناس, يكفيني يقيني بأن الله مجازي المحسنين. ثم إني ضارب لكم مثال لعلكم تفهمون ما أبتغيه من تصرفاتي, فأقول أن مثلي كمثل مزارع له في بيته مصدر للبذور لا ينفد فقرر أن يقوم بجولة قصيرة فأخذ كمية من البذور فملأ جيبه بها و هو ينوي أن يتخلص من كل البذور في جيبه قبل أن تنتهي رحلته و يعود إلى بيته. هذا الرحّال كلما مرّ بإنسان أعطى أحدهم بذرة و إن لم يجد إنساناً ليعطيه زرع بعض البذور تحت الأرض المنبتة, و أحيانا أخرى إن لم يجد أرض منبتة ولا إنسان نثر ببقية البذور على قارعة الطريق لكي تنتهي رحلته و قد نفد كل البذور التي في جيبه. قد تستغربون من فعل الرحّال و ما الفائدة التي يجنيها من عمله!؟ سأبين لكم فائدة كل عمل من أعمال الرحال.

أما إعطاء البذرة للإنسان فقد يستفيد من البذرة فيزرعها و يسقيها فتنمو البذرة و بهذا يحصل على أطيب الثمار و يستفيد منها و من ثم يزرع تلك الثمار و يكون لنفسه مزرعة يرثها أولاده من بعده. أما إذا لم يبالي هذا الإنسان بشأن البذرة و رماها في البحر أو على قارعة الطريق فلا بأس, فإن رماها في البحر أكلتها أسماك البحر, و إن رماها على قارعة الطريق أكلتها الطيور ففي كل خير فإنكم سمعتم بالحديث "في كل كبد رطبة أجر". أما دفنه للبذرة في أرض منبتة و من ثم تركها من غير أن يتعاهده بالسقيا فلا تنكروا فعله, فإنه لن يستطيع أن يترك بيته و يبقي قائما عليها لذلك علق رجاءه بأن ينزل الله المطر, و من يدري لعل الله ينبت هذه البذرة نباتا حسنا و يكون منها جنّات و ما ذلك على الله بعزيز. أما عن نثره البذور على قارعة الطريق فكما ذكرت من قبل لعل الطيور تأكلها أو لعل الله يسوقها بالرياح إلى أماكن مناسبة, أو لعل شخص مر على قارعة الطريق و هو محتاج لبذرة فوجدها فأخذها و زرعها. ففي كل الحالات استفاد هذا المزارع و لم يخسر شيئا.

فكذلك أرجو أنا ببذل الإحسان و العلم إلى الآخرين, فأنا أحيانا أحدث الكريم فأجني ثماره مباشرة (كالإنسان الذي قبل البذرة و زرعها) و إن عفوت عن من أساء في حقي فلن أخسر شيئا (لعل عفوي عن هذا المسيئ قد يقتدي بهذا الخلق خلق غير هذا المسيء). أما عن حديثي مع الكفار و دعوتهم بالحكمة و الموعظة الحسنة (كمثل زرع المزارع البذرة في الأرض المنبتة) فالأجانب و الكفار بشر أمثالنا  (أي أرض منبتة) لعل الله يمطر على قلوبهم بأمطار الهداية فتنبت البذرة في قلوبهم. أما كتاباتي المتنوعة (فكإلقائي البذور على قارعة الطريق) لعل أحدهم يستفيد منها فيطبق ما فيها من خير و يجني ثمارها (كمثل الشخص الذي وجد بذرة على قارعة الطريق) و لعل الكلمة تنتشر عبر وسائل الأعلام (كمثل البذرة يسوقها الله بالرياح). فهكذا كما رأيتم إني لم أخسر شيئا بحديثي مع الكريم و الوضيع, العربي أو الأجنبي, المسلم أو الكافر, إن أخلص المرء النية ففي كل خير.

ربما تسألوني: "يا أخي إن تخلّصت من كل البذور التي في جيبك فماذا سيبقى لك؟" أقول لكم أني في البداية قلت لكم أن في بيتي مصدر للبذور لا ينفد... أقول لكم و بكل فخر مصدر بذوري هو ما نجده في بيوتنا, إخواني و أخواتي... أعني كتاب ربي... "القرآن الكريم"



Monday, December 26, 2011

Friends


So, what is there left to choose
When you got it all , still nothing to lose
Maybe a friend's angry, maybe a friend's confuse
Yet a friend is not a tool to use.

What is there to do when you took a decision
But friends don't understand your opinion
Must you follow hearts of warm wax, still boiling
Or to take steps and pursue giants , flying?

It's hard , I admit it , but they will understand
Time solves all our problems in the hourglass' sand
By leaving them they will search for me and
Finally know that a friend's your right hand.


Wednesday, December 21, 2011

لماذا لا يكرهني الناس


قد تستغربون من عنوان الموضوع واحذروا أن يفتنكم الشيطان فتسيؤوا الظن بي و تقولوا: "إنه يزكي نفسه" أو "يريد أن يتكبر وأن يلتفت الناس إليه! فإني أريد لكم الخير. سألت نفسي هذا السؤال, لم لا أجد إساءة لي كما أجده في الآخرين, لم لا أجد تعليقات حادة فيها بغض و كره لما يكتبه البعض, لم لا أجد الناس يتهجّمون علي كما يتهجمون على غيري, لم يتابعني من كل صنف, سواء كانوا عرب أم عجم, أغنياء أو فقراء و بينما الآخرون تجد صنفا من الناس يتبعهم. علمت أولا أن الفضل كله إبتداء من الله, فإن ذلك نعمة من الله, و إني لو بقيت أبد الدهر ساجدا لربي إلى يوم القيامة فلن أفي بعشر معشار هذه النعمة التي أنعم الله علي. و أيضا قلت أكتب لكم عن هذا الموضوع لعل أحد القراء يستفيد منه و يعتبر. كعادتي أحب أن أسأل نفسي أو أبحث عن تفسير لبعض الأحداث و المواقف في حياتي. بعد فترة من التأمل وجدت سبب ذلك هي أني عادة أتكلم أو أكتب في مواضيع أمّس فيها الموضوع الأهم للبشرية ألا و هي موضوع الخالق و المخلوق سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. و أحب أن أسألكم سؤالا أتمنى أن أحصل على إجابة صادقة بعد قراءتكم للموضوع و السؤال: "هل تكرهونني؟"

كثيرا ما أجد حولي أناسا يكتبون في السياسة, سواء محلية أو دولية و أجد آخرين يكتبون في الحب سواء حب البلاد أو الأفراد, ويكون الطابع على كتابات البعض ذم أو مدح مخلوق و قد يتسم كتابات البعض بطابع النقد أو السخرية. أيضا فئة من الناس يقتصرون على نقل الحكمة الغربية أو نقل ما قاله حكماء و فلاسفة الغرب و آخرون ينشرون كل ما يذاع عبر وسائل الإعلام. و فئة من الناس من يكون الطابع على كتاباتهم بعض الإيمانيات و من ثم يخلط مواضيع أخرى و في كل خير... لكن السياسيين إن كتبوا في السياسة ربما ضجر منهم الشعراء أو الذين يحبون الرياضة فيلقبون السياسي بألقاب قبيحة, السياسيون أعرف بتلك الألقاب مني. أما الذين صرفوا هممهم في كتابة الغزل فيصفون سعادتهم و فرحهم بلقاء محبوبهم و البعض منهم يكتبون مآسايهم و أحزانهم على فراق محبوبهم و هؤلاء أيضا يضجر منهم الناس. بل أقول لكم عن تجربة شخصية وهي أني كنت أكتب الشعر و أنا صغير و لكني كنت أجد نفسي كثيرا ما أضجر من ما أكتبه نفسي و ليس ما يكتبه غيري! و هناك فئة لا هم لهم سوى نشر كلمات الحب للوطن أو تملق للحكام و آخرون يمدحون النادي الفلاني أو الفريق العلاني و الشباب إن خصوا كل كتاباتهم عن الشابات ، و الشابات إن خصوا كل كتاباتهن عن الشباب, كل أولئك سيجدون من يعاديهم أو على الأقل من يبغضهم. سأخبركم كيف يحدث ذلك, فمثال الذين دأبهم في مدح الوطن و المواطنين ستجد شخصا من وطن آخر نال منه و من وطنه و ذلك بنشر "النكت" عن ما يحاول النيل منه و ربما قال البعض منهم بأن القلب إن كان مشغولا بترقب المناصب و الرواتب فهو قلب خائب, و تجد الذي يمدح النوادي ليل نهار وجدت من يذم ما يكتبه و ناديه... أما الشباب و الشابات فحدث و لا حرج, و لا يخفى ذلك على العاقل و البغض بين الطرفين في بعض الكلام المقروء و المسموع أشهر و أكثر من أن يذكر و يحصى. و هكذا لكل فئة ستجدون من يضجر منهم أو يبغض ما يكتبون و أنا يا إخواني و أخواتي لا أنتقد أية فئة من الفئات المذكورة و لكني أحب أن أذكر السبب الذين من أجله لا أجد من ينتقدني من الشعراء أو العشّاق, أو الذين يتكلمون في شؤون البلاد و الرياضة. فبعد التأمل وجدت السبب أن غالبية الناس أرواحهم عطشة, عطشة لسماع حديث أو قراءة مواضيع تطرب بها أرواحهم, و إني بعد بحث طويل وجدت أن أكثر موضوع يثير الروح و القلب و العقل هو موضوع يذكر القارئ... بخالقه... و ربه...  يذكره... بالـلـه...

تأملت معظم كتاباتي سواء في المدونة أو المواقع الإجتماعية, و معظم أقوالي أحاول بطريقة أو أخرى أن أذكر الناس بربهم سواء بكتابة الحكمة أو مواضيع تمس كيان الناس. فإن أصحاب الفطر السليمة تجد أرواحهم في عطش دائم لسماع ما يذكرهم بربهم. إني أظن والله أعلم أنني لست مكروها! فلا يكرهني الناس و لم يكرهون شخصا يذكرهم بربهم, و لم يكرهون شخصا معظم كلامه فيه تزكية للأرواح و الأخلاق, و لم يبغضون شخصا وجد عللا في أنفس من حوله و هو يسعى جاهدا أن يشفيهم بأدوية روحانية. فلذلك وجدت أن من المتابعين لي العربي و الأعجمي, الشرقي و الغربي, الصغير و الكبير, الشباب و الشابات, الفقير و الغني, القوي و الضعيف, بل حتى الكفار و إن كانوا يخالفوني الآراء العقدية. فلن تجد في أي دين يدين فيه المرء بأن الله خالقه, لن تجد الناس يكرهون شخصا ينافح عن ربه و يعتز به, يحاول نصرة دين ربه و رسوله (عليه أفضل الصلاة و التسليم) و إن اعتبروه الناس غريبا في حماسته في ذلك فلن تجد أحدا يكره مثل هذا الشخص إلا الذين في قلوبهم مرض النفاق فأولئك لن يزيدهم كلامي إلا مرضا و رجسا...

أقسام القلوب و الأرواح لا أعلم عددها لكني يا إخواني و أخواتي سأقسمها ثلاثة أقسام, القسم الأول الزكية الطاهرة والثاني المريضة و الثالث الخبيثة الهابطة. فالقسم الأول هو القلب السليم و الثاني القلب المريض الذي يرجى شفاؤه ... قد يصيب القلوب مرض الشهوات أو الشبهات وباستخدام الدواء النافع سشفى بإذن الله و الأخير الذين على قلوبهم أقفال, إن لم يتداركهم الله برحمة منه و يفتح تلك الأقفال فيخشى عليهم الختم. سأعطيكم أمثلة على ردة فعل كل قسم من الأقسام الثلاثة, مثال ذلك أني إذا كتبت أنّ "حب الله أولى من حب الإنسان و الأوطان" فالقلوب الصحيحة السليمة, سيشيدون ما كتبت و يمدحون ذلك وازدادوا حبا لما كتبت و ربما لي و قالوا: "صدقت". أما القلوب الزكية التي طرأ عليها المرض فربما ترد عليهم بعض الشبهات أو الشهوات المانعة من الحب الفوري فيقولون: "لم كتبت عن هذا الموضوع؟" فهؤلاء بعد أن تبين لهم أهمية ذلك باستخدام ما هو شفاء لما في الصدور (القرآن الكريم و السنة النبوية) لوجدتهم انصاعوا لك و أحبوك, و ربما سكتوا و أضمروا لي بعض البغض لكن لا يجرؤون على مخالفتي فإنهم يعلمون يقينا أن ما قلته عين الصواب. فهؤلاء قد يجدون بعض الكره لي في قلوبهم و لكن ما إن استخدموا الدواء يوما بعد يوم لوجدوا في قلوبهم انشراحا و سيحبون ما كتبت. ألا ترى أن المحموم أو المريض لا يشفى في لحظة بل بالتدريج. أما الذين في قلوبهم مرض النفاق و عليها أقفالها فإنهم سينبحون كما تنبح الكلاب الضارية: "أنت تريد أن تزرع الفتن و إنك ضال مضل بل أنت مخطئ" و ربما يطعنون في نيتي و سيحاولون أن يحرضوا غيرهم علي (و للأسف فينا سمّاعون لهم) و لكن الله سيخذلهم عاجلا أم آجلا. و مثالهم كمثل النار تحرق نفسها و تصرخ لكنها تنطفئ في النهاية, ألا ترى أنك إذا حاولت اطفاء بالماء فإنك ترى اللهب يتحرك باتجهات شتى و بسرعة و ستسمع صوتا و لكن سرعان ما ينطفئ فهؤلاء كذلك, ستعلوا أصواتهم بالشتم و الهجوم و لكن سرعان ما يطفئها الله. فأمثال الفئة الأخيرة لا ينبغي للمرء أن يبالي بهم و إن شتموا و سبوا فلن أحاول أن أدافع نفسي, فأنا أستطيع أن أقول للناس حولي: "ما سبني إلا حقير تافه نذل مشوّه بحقد الأحقد غبار قدمي في الردى أغلى و أعلى من جبينه الأبعد فلا تسمع لمنافق في قوله و الله ما صدق و كيف يصدق المنافق!" لكني أتجنب فعل ذلك بل أفضل أن أحفظ لساني, فإن الفرق واضح بين النور و الظلمة و يدرك ذلك من لم يكن أعمى البصيرة (أقصد من الجمهور) أما إن كان من الجمهور أعمى البصيرة فلن تفلح أبدا أن تقنعه بمدافعتك عن نفسك كالضرير لن ينفعه وجود الشمس فإنه لا يرى سوى الظلام. ثم إني أفرح بظهورمن يتهجم علي أحيانا و ذلك أن الله يكشف لي معادنهم فأكون على حذر.

و ربما سبب آخر هو أني لا أحب أن أرى نفسي, أقصد أني لا أحب أن أرى أن لي فضلا على غيري, بل إني والله أشكر الناس على هممهم في إيصال الخير لي و إن لم يصلني منهم شيء. فمجرد همتهم في بذل الخير كاف لي لكي أشكرهم. إن أساء إلي غيري فإني لا أرى إساءة غيري أولا بل أرى ما فعلت فيما مضى من يومي وحياتي فإني أعلم يقينا أنه لم يتسلط علي الطرف الآخر بالإساءة إلا بذنب اقترفته, فبدل أن أرد الصاع صاعين أستغفر ربي و أدعو الله أن يغفر له فلا أريد أن يأثم بإساءته لشخص مثلي. كثيرا ما أجد نفسي أعيد نقل ما يكتبه الآخرون من حكم مفيدة و أشيد بأقوالهم و كأني لم أسمع الحكمة في حياتي بالرغم من أني سمعتها من قبل أن يولدوا في هذه الحياة الدنيا! إني وجدت في مثل هذا الفعل خيرا عظيما لي و لكاتب الحكمة و لبقية الناس و جربوها و أخبروني بالنتيجة.


و أصدقكم القول أني أجد نفسي كثيرا أناقش بعض الإخوة و الأخوات فأتنازل عن الإستمرار في المناقشة بالرغم من أن النقاش يكون في مسائل أعلم يقينا بأن الحق معي, ليس ذلك غرورا مني و ثقة بنفسي و لكن ثقة بكلام الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم, فما قاله الله فهو الحق و ما خالف كلام الله فهو الباطل, لكني أتنازل إن لم أجده يقتنع بعد بعض المحاولات أولا لكي لا أحرجه أمام الآخرين و يكون هدفا لسهام من هو واقف معي و لكي لا يولد في قلبه البغضاء و الشحناء فيكون سببا و مانعا من قبول الحق فيكون فيه هلاكه. ثم إني والله لا يضرني على يد من سيظهر الله الحق إن كنت أناقش في مسألة فرعية يسع فيها الإجتهاد, فإن كان على يدي فهي نعمة أني سأثبت الحق في صدري و ذلك بالتكرار و إن ظهر على يد غيري فهي نعمة أيضا أني نجوت من الخطأ و استفدت علما جديدا ففي كل خير.


أيّها القارئ الكريم, أعلم أنك ربما تقول أنه لا يخلو إنسان من حاسد, فلابد لك من حاسد يحسدك, أقول نعم هذا صحيح و لكن ربما سبب أن حاسدي لا يظهر لي حسده و يجاهد نفسه كي لا يظهر أثرا من آثار حسده هو أني لا أكره حاسدي بل أحاول جاهدا أن لا أظهر عادة ما يجلب الحسد أمام الناس فإني أعلم أن داء الحسد داء خطير و لا أريد أن يصاب به أحد من الناس فإن أشد العذاب في الدنيا الهم و الغم و الحزن و كلها نتائج و آثار مرض الحسد. بل الحقد المنتشر بين الناس هي ثمرة الحسد و هي من شجرة ساقها الكبر و فروعها الغضب و أصلها الجهل.  كيف سيكرهني الحاسد و أنا الذي أبكي عليه و أدعو له أن يشفيه الله من حسده و مرضه رحمة به. بل أعلم أناسا كانوا يلعنوني لدفاعي عن بعض الفضلاء حسدا من أنفسهم و لكن بدفعي بالتي هي أحسن تغير ذاك الحسد و انقلب مودة و قد جاءني معتذرا عن خطأه فقلت له: "عن أية زلة تتكلم" فما كان منه إلا أن إزداد حبا و بدأ باحترام المشايخ الفضلاء. نعم ما ذكرت هي احدى ثمرات نسيان زلاّت الخلق و لكن قد تقول إن نسيان ذلك صعب فأقول والله إنك صادق! لكن أنصحك باختصار, "إن لم تنسى فتناسى" و اعلم بأن حقك لن يضيع أبدا, فعلمك بذلك إن شاء الله سيكفيك. إني سائلك سؤالا! هل تشك أن تحصل على الراتب في نهاية الشهر إن أديت عملك و لم يكن هناك عطل في أنظمة جهة عملك أو مشكلة ما؟ لا تشك أبدا في حصولك على الراتب فكيف إذا ستشك أن يضيع حقك إن كان الله متكفل بإعطائك حقك؟ أيها القارئ الكريم, إن قلت لك أنك ستحصل على أضعاف راتبك الشهري إن صبرت يوما على إساءة متعامل لك بقوله: "إنك لا تحسن العمل" هل ستصبر للحصول على أضعاف راتبك؟ أظن أنك ستصبر, فكذلك اصبر على زلات الناس من حولك كي يضاعف لك الأجر على صبرك و عفوك و تناسيك طمعا فيما عند الله.

اعذروني على الإطالة لكن ما بقي من الموضوع أهم لكم أيها القراء, أحيانا كنت أتساءل لم يجتمع علي الناس في العمل بالرغم من أني لا أملك لهم نفعا و لا ضرا, فيجتمع الموظف و عامل المكتب. و كل ما اجتمعوا بي تكلموا في أمور لها علاقة بالخالق سبحانه و تعالى. و لا أخفيكم مدى فرحي بذلك وأسأل الله أن لا يكون في ذلك فتنة لي, فإني أرى الذين اجتمعوا علي قد يجتمع أحدهم مع شخص آخر فيتكلم معه عن السيارات و لا يجتمع عليه من يحب السياسة و الكرة, و وجدت الذي يحب الكرة يجتمع عليه فقط الذين يحبون الكرة (أقصد من خلال ما أشاهد في العمل) و هكذا و لكني ولله الحمد أجد جميع الفئات يجتمعون عندي و إن تكلموا تكلموا بأمور عظيمة و لله الحمد. و هذا محض نعمة من الله و فضل فإني لا أفوق غيري في العبادات بل إني عاميّ في عبادتي, و مظهري ليس كمظهر متبعّ للسنة بل مظهري كمظهر العوام أيضا و إني إن شاء الله كغيري من الناس خلطتُ عاملاً صالحاً و آخر سيئا... اعلموا إخواني و أخواتي, إنّ كل منّا يذكر الناس بشيء ما, فشخص يذكر الناس بالوطن, و شخص يذكر الناس بكرة القدم, و شخص يذكر الناس بالثراء و السيارات, و شخص يذكر الناس بالبنات و شخص كلما رأيته تذكرت الحزن و الشؤم و شخص كلما قابلته استعذت بالله. لا أعلم بمن أذكركم و لكني أعوذ بالله أن أزكي نفسي و أحمد الله حمدا كثيرا أنه على الأقل في عملي و بين زملائني إذا جلسوا معي تذكروا الله فإنها بشارة لي, و إني لا أعلم ما أُريد بي و لكني أسأل الله أن يجعلني الذين يذكرون الناس به, و أسأل الله حبه فكما في الحديث الشريف: "إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال : إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول : إني أبغض فلانا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في السماء" طلبي يا إخواني و أخواتي, بعدما قرأتكم ما كتبت, أن لا تتفكروا في شخص عبدالعزيز و لكن في كلام عبدالعزيز و أن تتفكروا في أنفسكم ثم أجيبوا: "بم تُذكرون الناس؟"



Thursday, December 8, 2011

رسالة من الكاتبة القديرة و الأستاذة وفاء مصطفى



الأخ/ عبدالعزيز بن محمد     الموقر

السلام عليكم

أحييك على هذه المبادرة الطيبة، فلنحي السنن المنسية، ذات القيم السامية الإنسانية، والتي ما إن طبقناها أحيينا سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، خصوصاً في هذه الآونة، عندما قام كثير من الشباب بالاكتفاء  بالاتصالات الالكترونية، وغرف التشات الافتراضية، وإن كان عند البعض هي أفضل من لا شيء على أقل تقدير، ولكنه يترك في نفس صاحبه، أثراً سلبياً على المدى الطويل، من شعور بالذنب، ليعيش في عالم افتراضي صنعه الإنسان بنفسه، وعاش فيه قلباً وقالباً يقضي الساعات الطوال يومياً، ولا يخفى علينا مايجره من وبال كالشعور بالاغتراب، والوحدة، والإكتئاب..

نحتاج أن نعود لسنن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن نتواصل كما كان يفعل مع أصحابه، وقومه، من عيادة المرضى، ومراعاة الجار، وكفالة اليتيم، والاحسان إلى الفقير، ومساعدة المسكين، والأخذ بيد العجزة والمسنين،  وإن هذه تذكرة، قال تعالى: " وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين"  سورة الذاريات: 55، ومابالنا لا نفعل وقد كان صحابة رسول الله يفعلون، ويتسابقون في الخيرات، وأذكر قوله تعالى: "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات"، سورة الأنبياء:90. ولم لا وبلادنا عظيمة بشيوخها،  شامخة  بقادتها، فخورة بأصالتها، رائعة بإبداعاتها، عالية بطموحها، فتية بعزمها، متمسكة بتراثها، وتراث أباءها، وأجدادها، صامدة بقوة أبنائها، سخية بعطائها على مواطنيها، والمقيمين على أراضيها، الوارفة بخيراتها.

لذا فإنني أناشدكم بدعم هذه المبادرة الكريمة التي ستحقق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، النابعة من رسالتنا، وأهدافنا، وقيمنا،  ومبادئنا، وعزتنا بديننا الحنيف التي حث عليها، فهي أساس كل نجاح، ومنبع كل فلاح دنيا، ودين.

وإننا لعلى يقين بأن الله معنا، لنحقق نجاح في كل مجال، وما تعطيه عن طيب خاطر من بذل، ومال، وليجود كل منا بالعطاء ليس فقط عطاءاً مادياً، وإنما ماتجود به النفس من مروءة، وسخاء، وعرفانا، ووفاء، فبالأخلاق تتقدم الأمم، وبالأخلاق ترتقي القمم، فلنتقدم، ولنواجه التحديات العالمية، مادام لدينا التفاؤل، فإلى مستقبل واعد، ولنحقق الرؤية بالعمل ياإماراتنا الحبيبة بالإصرار، والعزيمة والأمل.


وفاء مصطفى
مؤلفة سلسلة التميز والنجاح